المعرفة نوعان



المعرفة من حيث المصدر والمنهج نوعان:

الأولى: معرفة أفقية كالتي عرفها ومارسها اليونان، ويعرفها ويمارسها الغربيون المعاصرون.
والثانية: معرفة أفقية عمودية متقاطعة، وهي التي تشكل العمود الفقري للفكر الإسلامي ولحضارة المسلمين.

إن المعرفة الأفقية تعتمد في بنائها وتصورها وممارستها، على أداتين اثنتين: الحواس والعقل.
والمعرفة الأفقية العمودية المتقاطعة تتأسس على أدوات ثلاث: الحواس، والعقل، والوحي.
ثم إن المعرفة الأفقية مادية حسية: أفقها ومجالها الأرض والمحسوسات المادية؛ "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون" (سورة الروم: 6).
بينما المعرفة الأفقية العمودية المتقاطعة، تربط في نقطة تقاطعها الأرض بالسماء، والمخلوقات بخالقها، فيحصل عند المسلم التطابق الكلي بين مشاهداته الحسية واستنتاجاته العقلية، وبين منطوق الوحي الصحيح.
ومن نتائج المعرفة الأولى؛ الشقاء، والحيرة، والتِّيه (موت الإله عند فريدريك نيتشه، والعبثية والعدمية عند ألبير كامو و جان بول سارتر، وموت الإنسان عند ميشال فوكو،...).
ومن نتائج المعرفة الثانية؛ السعادة، والطمأنينة، والهداية. والتاريخ الحضاري الإسلامي شاهد على ذلك. كما أن الصحوة الإسلامية المعاصرة، وإقبال غير المسلمين على الإسلام ودخولهم في حظيرته، لمن أعظم البراهين على صدق المعرفة الثانية وقوتها، وكونها سببا لحصول السعادة في الدنيا والآخرة.

أ.د. عبد الله الشارف،  يونيو 2020، تطوان – المغرب

إرسال تعليق

0 تعليقات