الأستاذ الديالمي والتبعية السوسيولوجية للغرب

الأستاذ الديالمي والتبعية السوسيولوجية للغرب


 

يقول السوسيولوجي المغربي د.عبد الصمد الديالمي: "إن الفكر السوسيولوجي رغم تبعيته أو بالأحرى بفضل تلك التبعية لسوسيولوجيا المركز يظل فكرا مستنيرا وعقلانيا قادرا على الانسلاخ والنقد".[1] هذا كلام دكتور سوسيولوجي وأستاذ جامعي مغربي، كلام يعبر عن اعتزاز وافتخار صاحبه بأهمية وجدوى تبعية السوسيولوجيا المغربية لسوسيولوجيا المركز أي الغرب.

كيف يمكن ممارسة الاستقلالية والحرية والنقد العلمي في الدراسات والأبحاث الاجتماعية تحت وطأة التبعية؟

إن السوسيولوجيين المغاربة الحداثيين والعلمانيين لا يسعهم؛ وقد أحدثوا قطيعة فكرية وثقافية مع التراث المغربي العربي الإسلامي والهوية المغربية القائمة على ثوابتها الدينية والحضارية والتاريخية، إلا أن يرتموا في حضن الثقافة الغربية الليبرالية والعلمانية، ويستوردوا منها المناهج والإيديولوجيات والفلسفات، التي من خلالها يتناولون المجتمع المغربي بالدراسة والتحليل، ووضع الخطط الكفيلة في رأيهم لتغييره، بعد الإجهاز على مقوماته الدينية والتراثية، وجعله ينخرط في عالم الحداثة على الطريقة الغربية.

هذا "ضرب في حديد بارد" كما يقول المثل العربي؛ وقد سبقهم إلى مشروعهم الفاشل، قبل بضعة عقود، زملاؤهم الاشتراكيون والبعثيون في مصر والعراق وسوريا وكانت الحصيلة: سراب في صحراء يَـبَاب.

د.عبد الله الشارف، كلية أصول الدين، تطوان المغرب، جمادى الأولى 1439– يناير 2018

 

[1] - ملامح تطور السوسيولوجيا في المغرب، د.عبد الصمد الديالمي، مجلة المستقبل العربي، العدد 8 سنة 1985.

إرسال تعليق

0 تعليقات