حوار بين مقيم ومهاجر

Syrian refugees go through passport control before boarding the passenger ship "Eleftherios Venizelos" at the port on the Greek island of Kos, August 16, 2015. The vessel will house more than 2500 refugees and migrants who entered the country from theTurkish coast and will be used as a registration center for migrants.The United Nations refugee agency (UNHCR) called on Greece to take control of the "total chaos" on Mediterranean islands, where thousands of migrants have landed. About 124,000 have arrived this year by sea, many via Turkey, according to Vincent Cochetel, UNHCR director for Europe. REUTERS/Alkis Konstantinidis

قال أحد المهاجرين العرب في أوربا:

لقد بدأ الإسلام في العقود الأخيرة ينتشر انتشارا واسعا في كثير من بلدان النصارى ولعل السبب في ذلك وجود مئات الآلاف من المسلمين العاملين والمقيمين مع أسرهم في هذه البلدان، حيث الاحتكاك والتأثر المتبادل بين الطرفين، مما نتج عنه إقبال عدد كبير من الأوربيين على الإسلام، وهذه الظاهرة لم تكن معروفة قبل هجرة العمال المسلمين إلى أوروبا والإقامة فيها.

وما دام الأمر كذلك، فإن إقامة المسلم في هذه البلاد تبدو ضرورية إن لم تكن واجبة؟! لأن المسلم العربي ينبغي أن يساند أخاه المسلم الأوربي. ويشد أزره كي تقوى بينهما الأخوة الدينية، مما يساعد على نشر الإسلام وإقامة الدولة المسلمة؟!!

فأجابه صديقه المقيم في بلاده :

قولك إن انتشار الإسلام في بلدان النصارى سببه وجود المسلمين العاملين في هذه البلدان، قول يفتقر إلى دليل، ورأي سقيم بعيد عن السداد والصواب.

والقول الراجح والمحكم في هذه المسألة، هو ما أثبته الدارسون المتخصصون في كتاباتهم وأبحاثهم حول هذه الظاهرة، بعد أن وقفوا على حقيقة الأمر وجليته، فاتضح كما يتبين الصبح لذي عينين. لقد أكد هؤلاء الدارسون أن سبب إقبال الغربيين على الإسلام يرجع بالدرجة الأولى، إلى عوامل داخلية متعلقة بطبيعة الحضارة الغربية المعاصرة، تلك الحضارة التي فقد فيها التوازن بين الجانبين المادي والروحي في الإنسان، حيث طغى الجانب الأول على الثاني بعد أن حيل بين هذا الإنسان وبين القيم الروحية والإيمانية، بسبب الفلسفة العلمانية. فانتشرت الأمراض والعقد النفسية وكثرت المشاكل الأسرية والاجتماعية، واستفحل الانتحار والعنف والإرهاب، وظهرت فلسفات التمرد والغثيان.

كل هذه الظواهر المرضية وغيرها نجمت عن ذلك الاختلال بين العنصرين الجوهريين: المادي والروحي وتغليب العنصر الأول على الثاني.

وهكذا اندفع الإنسان الغربي؛ بسبب وطأة الفراغ الروحي؛ يبحث في الثقافات، والفلسفات، والديانات العالمية، لعله يعثر عن دواء أو بلسم. فمنهم من أصبح بوذيا، ومنهم من عكف على ممارسة اليوكا، أو ما أشبهها من الرياضات والفنون الروحية الأسيوية، وانخرط آخرون في جمعيات ومنظمات روحية، أو صوفية، أو تلك التي لها علاقة بالجن والشياطين، والبعض الآخر، الذي هو بيت القصيد؛ بحث في الإسلام فوجد فيه ضالته وراحته، كما أكد أولئك الدارسون أن البحث العلمي والثقافي السائد اليوم عند الغربيين، بالإضافة إلى المؤسسات والمعاهد العلمية المتخصصة في التراث الإسلامي، كل هذا يعتبر من العوامل الممهدة لقبول الإسلام والدخول فيه. كما لم يغفل هؤلاء الباحثون عامل الصحوة الإسلامية وما صاحبها من وقائع وأحداث ومنعطفات تشير إلى مظاهر اليقظة في البلدان الإسلامية، الأمر الذي أثار انتباه الغربيين ودعاهم لمزيد من البحث والدراسة.

هذه باختصار أهم العوامل التي، في نظر الباحثين المتخصصين، تكمن وراء إسلام الغربيين. نعم قد يدخل شاب أوربي في الإسلام بسبب زواجه من بنت عربية أو أندونيسية تنتمي إلى عائلة مسلمة مهاجرة، أو بسبب علاقة إنسانية طيبة جمعته بشاب أو رجل مسلم مهاجر، لكن هذه الحالات تعتبر ناذرة ولا ترقى إلى مستوى عامل من العوامل الأساسية في نشوء ظاهرة الإسلام في الغرب.

وهب أن إقامة المهاجرين المسلمين في بلاد أوربا والغرب، تعتبر العامل الأساسي الذي دفع بكثير من الغربيين إلى الدخول في الإسلام، أليس من الخسارة والدمار، أن ينسلخ مآت الآلاف من أبناء وأحفاد المسلمين المهاجرين، عن دينهم وهويتهم، كي تدخل، جدلا، جماعات من الغربيين في الإسلام، والقاعدة الفقهية تقول: "الضرر لا يزال بالضرر"، كما تقول: "درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة".

إن ذلك المسلم المهاجر الذي يفرح عندما ينظر إلى شخص أوربي قد دخل في الإسلام، ينسى أن أبناءه أو أحفاده لا يعرفون عن الإسلام، شيئا ويخضعون لتربية علمانية صارمة، ويتنفسون في مناخ ثقافي واجتماعي لا ديني، وهم بذلك أميل وأقرب إلى التنصر والكفر، الذي فر منه ذلك الأوربي المسلم.

قال المهاجر:

إذا كان المهاجرون المسلمون المقيمون في الغرب ليس لهم، كما ذكرت، دور مهم في جلب الغربيين إلى الإسلام، أفلا ترى معي أن هؤلاء الغربيين المسلمين محتاجون إلى مؤازرتنا ومساندتنا خاصة أنهم أصبحوا غرباء في بلدانهم؟!

فأجاب المقيم:

إن المسلم المهاجر في أوربا أحوج إلى المؤازرة والمساندة، ذلك أن حياته الاجتماعية تستدعي الرحمة، والشفقة، والمواساة، وبيته الأسري المتصدع أوهن من بيت العنكبوت، ومعاناته النفسية والاجتماعية، بلغت حدا لا يطاق تنفطر لها القلوب رحمة، وتسيل لها العيون رأفة، ويبكي لها الحجر الأصم.

فكيف يؤازر ويساند من هو مهيض الجناح خائر القوى؟

ثم إن هذا الأوربي الذي أقبل على الإسلام ليس ضعيفا في بلده، أو مظلوما، ولا يحتاج إلى مؤازرة أحد، بل يشق طريقه في الحياة بقوة الإيمان والعلم، بعد أن أكرمه الله بنعمة الإسلام.

أما أنت يا عزيزي المهاجر المسلم، يا من كانت "هجرته لدنيا يصيبها" تأمل حالك وحال أبنائك وأحفادك، وأين أنت وأولادك من الصلوات الخمس في جماعة كما أمر الله؟ ومن إتيان الحلال واجتناب الحرام؟

أين أنت وأبناؤك من قراءة القرآن وصلة الأرحام؟

أين أنت من الولاء والبراء؟

أين أنت؟ أين أهلك وأبناؤك؟ ما هو مصير الأبناء؟ والأحفاد وأحفاد الأحفاد؛ إنه التلاشي، الذوبان، الله، الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.

قال المهاجر:

لو كان بلدي أحسن من بلد النصارى لما فارقته، ولو كانت أخلاق ومعاملة المسلمين بعضهم لبعض أحسن من معاملة الأوربيين بعضهم لبعض لما حصلت عندي الرغبة في الهجرة ولما فكرت فيها البتة، لكن جذبني عدل هؤلاء بعد أن قهرني ظلم أبناء جلدتي.

 

قال المقيم:

ذكرت أن الأوربيين يتصفون بالعدل، والأخلاق الفاضلة، والمعاملة الحسنة، فلماذا يمارسون العنصرية ضد المهاجرين العرب والأفارقة ويحتقرونهم، ويسندون إليهم الأعمال الصعبة والشاقة، التي يأبى العمال الأوربيون مزاولتها، ويمنعونهم من ممارسة الشعائر الدينية كما أمر الله، حيث لا يبيحون لهم الأذان عند الصلاة، ويحاربون حجاب المرأة، ويكرهون أبناءهم على التربية العلمانية الفاسدة الهدامة، ويتهمونهم بالعنف والإرهاب وكل الصفات الذميمة إلى غير ذلك مما لا أذكره الآن.

قال المهاجر:

إن العنصرية التي يمارسها بعض النصارى في بلاد الغربة، لا يذهب ضحيتها إلا من لا يحترم نفسه، ولا ينضبط بضوابط المدنية، من المهاجرين العرب والأفارقة السود. في حين أن المهاجرين الذين يحترمون قوانين البلاد، ويعرفون ما لهم وما عليهم، ولهم رغبة صادقة في الاندماج، فلا يتعرضون للأذى. أما الأعمال الصعبة أو الحقيرة، التي يشتغل بها كثير من المهاجرين  فإنها تناسب مستواهم الاجتماعي والثقافي، ومؤهلاتهم المهنية المتواضعة أو الضعيفة، فكيف تسند إليهم أعمال ليسوا أهلا لها، أو لا يمكنهم القيام بها؟

أما عن الممارسة الدينية، فإن المساجد وأماكن العبادة موجودة في معظم الأحياء التي يقطن فيها المهاجرون المسلمون، بيد أن الغربيين لا يتحملون سماع الأذان، أو النظر إلى المآذن والصوامع، كما تشمئز نفوس المسلمين عندما تقع أعينهم على كنيسة في بلادهم الإسلامية، أو تقرع آذانهم الأجراس والنواقيس. ثم إن الإيمان في القلب؛ فليس من الضروري أن يعبر المسلمون المقيمون في أوربا عن دينهم وشخصيتهم الإسلامية بكل المظاهر والسمات التي يظهرون بها في بلدانهم، خاصة وهم تحت سلطة حكومات وقوانين علمانية.

وأما التربية العلمانية في المدارس والمعاهد والمؤسسات، فإنها تعبر عن إرادة واختيار أصحابها، وما دام المسلمون المهاجرون يقيمون في بلاد الغرب، ويعتبرون هم وأبناؤهم مواطنين كغيرهم من الغربيين، فإن عليهم أن يحترموا شروط المواطنة ومبادئها؛ حيث أن الدولة هي المسؤولة عن تربية رعاياها ومواطنيها مهما كان أصلهم أو لونهم أو دينهم، تربية تنسجم مع ثقافتها وحضارتها. فليس من المنطقي أن تنادى أقلية مسلمة مستضعفة بإيجاد ومنح تربية إسلامية أو شرقية لأبنائها من المواطنين الأوربيين وإن كانوا من أصول عربية مسلمة؟!

إنما يمكن للمهاجر المسلم أن يلقن أبناءه مبادئ الإسلام وأركانه، وشعائره، فلا أحد يمنعه من ذلك. إلا أن الإيمان كما قلت مقره القلب، وليس من الضروري الإعلان والإشهار، وممارسة بعض السلوكات، أو الظهور بمظهر إسلامي، لا يرضي الأوربيين، بل يثير بواطنهم، فتحدث ردود الأفعال التي عادة ما توصف بالعنصرية والاعتداء؟!

فأجاب المقيم:

فهمت من كلامك أن على المسلم المهاجر في بلاد الغرب أن يحترم قوانين وآداب البلاد التي يقيم فيها، ويسعى إلى الاندماج  في المجتمع الغربي النصراني، وذلك من خلال تقبل ثقافته وتقاليده، واستيعاب مبادئ التربية العلمانية التي يدعو إليها ويربي عليها أبناءه، وأن ينبذ أو ينسلخ ولو ظاهريا، من كل السمات والمظاهر التي توحي بأنه مسلم، كي لا يصطدم بالآخرين، ولا يكون هدفا لسخريتهم، أو إيذائهم. وتبين لي أن تصريحك هذا يدل على أن الدين بالنسبة للمسلم المهاجر في بلاد الغرب، ليس ضروريا، وأن مكانه لا يتعدى دائرة قلبه وذلك في مقابل رضا النصارى.

كما استنجت من كلامك أيضا أن أبناء المسلمين وأحفادهم الذين نشأوا في بلاد الغرب وترعرعوا فيها، لا تصلح لهم إلا تربية الغرب وثقافته، وأن مسألة الذوبان والانسلاخ عن الهوية الدينية أمر حتمي وواقعي، لا يمكن دفعه، كما أنه لا يشكل خطرا على هؤلاء الأبناء والأحفاد مادام أنه اختيارهم. وهذا يذكرني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: "يولد الإنسان على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه"[1].

لقد صدق الحبيب المصطفى الذي لا ينطق على الهوى؛ إذ ما ذا يفعل هؤلاء المهاجرون المسلمون في الغرب بأبنائهم وأحفادهم – إلا من رحم الله -؟! ألم يسلموهم للغربيين النصارى كي يفعلوا بهم ما يشاؤون؟.

كم من شباب الجيل الثاني أو الثالث ذكورا وإناثا، تزوجوا بالأوربيات والأوربيين، وكونوا أسرا على النمط الغربي العلماني، وأنجبوا أولادا أشباه  نصارى أو علمانيين أو ما شئت. أو ليس الآباء  المسلمون المهاجرون هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن تنصير أو علمنة أبنائهم وأحفادهم؟

أو لسنا أمام موريسكيين جدد في طريقهم إلى الذوبان والانصهار ثم الاندثار؟!!

ثم بعد بضعة عقود قد ينطق حفيد من الجيل السادس أو السابع قائلا: قيل لي أن أصلي عربي، وأن جدي الأول الذي قدم من المغرب أو مصر أو....كان مسلما، تماما كما يعترف الآن عشرات الآلاف من الأندلسيين أو الإسبان المسيحيين حيث يقولون إن أصولهم عربية وأن أجدادهم كانوا مسلمين!!!!

قال المهاجر:

أظن أنك تنظر إلى مستقبل المهاجرين وأبنائهم بعيون سوداء، عندما تقارن أو تماثل بين أجيالنا اللاحقة وبين المورسكيين الذين تنصروا بعد خروج المسلمين من الأندلس. والحال أن الفرق بين طبيعة المجتمعين: مجتمع المهاجرين المسلمين الآن ومجتمع المورسكيين، كبير جدا، ذلك أن هؤلاء المورسكيين كانوا يخيرون بين التنصر أو الموت والنفي، في حين لا أحد من الأوربيين يجبر أحدا من المهاجرين المسلمين على الخروج من دينه، أو الدخول في النصرانية.  وبعبارة أخرى؛ إن المجتمع الأوربي في العصور الوسطى، حيث الجهل والظلمات وسيطرة الكنيسة على العقول والنفوس، مجتمع قد ولى إلى غير رجعة. فالعلم قد حل محل الجهل، كما حلت الحرية الفكرية والدينية محل الاستبداد الكنسي، فمن أراد من الأوربيين الدخول في الإسلام فالباب مفتوح، ومن مالت نفسه إلى البوذية فسيجد من يدله على السبيل، ومن اعتقد الإلحاد ونفى وجود الإله، فهو حر في اعتقاده، ولا يعدم من يسانده ويوجهه، فالفلسفات الإلحادية كثيرة. والمهاجر المسلم الذي يريد الحفاظ على دينه لا يجد من يمنعه من ذلك، فأماكن الصلاة متوفرة، والقرآن موجود. بل يمكنك أن تقتني ما شئت من النسخ، في حين أنه كان ممنوعا في زمن المورسكيين، بل تعاقب الكنيسة كل من وجد عنده نسخة منه، وكانت تضطهد من يصلي، أو يعلم أبناءه اللغة العربية، إلى غير ذلك من مظاهر الظلم والاستبداد، ومحاولات سلخ المورسكيين عن هويتهم الدينية والثقافية، تلك المظاهر التي لا وجود لها في أوربا اليوم، أليس كذلك يا صديقي المقيم؟

أجاب المقيم:

كلامك صحيح لكنه لا يخلو من السذاجة والسطحية فقولك مثلا: "إن الحرية الفكرية والدينية قد حلت محل الاستبداد الكنيسي"، قول فيه نظر، ذلك لأن الحكومات الأوربية لا تعامل الطوائف الدينية المتواجدة في أرضها على قدم المساواة، فاليهود، أو البوذيون أو عباد الشياطين، أو غيرهم من أصحاب الملل، لو أرادوا تأسيس مقر أو مكان لممارسة عبادتهم، فإن تلك الحكومات تستجيب على الفور. في حين إذا تعلق الأمر ببناء مسجد تقام فيه الصلاة فإنها تعارض معارضة قوية، كما أن وسائل الإعلام المحلية، تجعل من بناء هذا المسجد قضية خطيرة، تهدد أمن وهوية وثوابت البلاد، وهي بذلك تثير شعور الحقد، والكراهية، في نفوس الأوربيين، مما يغذي عامل العنصرية ضد المهاجرين المسلمين، وما يقال عن المسجد يمكن أن يقال عن حجاب الفتاة أو المرأة المسلمة فكلاهما مستهدف، في حين لا تستهدف اليهودية أو البوذية أو ديانة أخرى، في شأن من شؤونها. فأين الحرية الفكرية أو الدينية التي ذكرت؟

أليس هذا يدل على استبداد كنسي جديد تدعمه حكومات تدعي الديمقراطية والحرية.

لست أرى فرقا جوهريا بين الاستبداد القديم والاستبداد المعاصر. أما من حيث الشكل فالفرق بينهما يكمن في أن الاستبداد الأول كان وحشيا ومباشرا في حين أن الاستبداد المعاصر، يعمل غالبا في خفاء، كما يتستر في لباس الديمقراطية والحرية أو العلمانية. أما من حيث النتائج فتكاد تكون متماثلة؛ أي فيما يخص الابتعاد عن الدين، فأبناء وأحفاد المورسكيين ابتعدوا عن دينهم ودين آبائهم وأجدادهم شيئا فشيئا، وكذلك يفعل أبناء وأحفاد المهاجرين المسلمين اليوم إلا من رحمه الله تعالى.

إن عامل الإكراه على الانسلاخ من الدين والهوية، الذي كان مباشرا فيما مضى، أصبح اليوم غير مباشر حيث أن أبناء الأجيال الجديدة واللاحقة من المهاجرين المسلمين، يشعرون بانسلاخهم عن دينهم وهويتهم لكونهم انسجموا مع ثقافة ومدنية المجتمع الأوربي الذي نشأوا فيه. ثم إنهم عندما يحسون بكراهية هذا المجتمع لثقافة ودين آبائهم يزدادون نفورا من كل ما يتعلق بذلك، كي لا يشعروا ببعض الآلام النفسية المرتبطة بازدواجية الشخصية. إن هذا هو منطق العلاقة بين القوي والضعيف ومنطق مقولة "الإنسان ابن بيئته".

[1] - حديث صحيح.

د. عبد الله الشارف كلية أصول الدين تطوان. جمادى الثانية 1437 – مارس 2016.

إرسال تعليق

0 تعليقات