خاطرة مكية

خاطرة-مكية

 

إذا كنت من محبي أعمال الخير، ومن المهتدين لفعل الطاعات واتباع السنة، من غير تكلف، أو مشقة، أو منازلة للنفس الأمارة، فاعلم يقينا أن الله يحبك؛ (هو الذي حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم)، بل أحبك ابتداء قبل أن تكون نطفة. فما أعظم وأسنى مقام (يحبهم ويحبونه).

وإذا أحبك فقد تولى أمرك، وسقى قلبك بوابل عنايته ورحمته. وأراك الحق حقا فاتبعته والباطل باطلا فاجتنبته. وجعل قرة عينيك في الصلاة وتلاوة القرآن. فلا يزال يقربك، و لا تزال ترتقي، حتى يصدق عليك قوله تعالى في الحديث القدسي؛ ".... فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به... ولإن سألني لأعطينه..." وما ذلك على الله بعزيز.

لكن حذار، وقد من الله عليك بهذا الخير، أن يطوف بك الشيطان الحسود، ويدخل عليك من باب العجب والغرور، أو الرياء والشرك الخفي، ويفسد عملك، فتغدو جنتك قاعا صفصفا. فالزم الصدق والإخلاص، وتحقق بالافتقار وروح العبودية، ورد الفضل إلى صاحبه، وتبرأ من حولك وقوتك، ولذ بمن له الحول والقوة واعتصم بحبله.

عبد الله الشارف، مكة المكرمة، ذو الحجة 1436 .

إرسال تعليق

0 تعليقات