مناظرة صوفية - الجزء الثاني

مناظرة صوفية
(الجزء الثاني)


ابن عباس القادري


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و آله و صحبه وسلم ..


حياكم الله أخانا عبد الله الشارف في منتدى الصوفية منتدى أهل السنة و الجماعة
نتمنى لكم طيب الاقامة و الافادة و الاستفادة ..
مقالكم أعلاه رائع ، بيد أن الوقت لم يسمح بقراءته كله .. على أمل استكماله لاحقاً إن شاء الله
نسأل الله لنا و لكم كمال التوفيق .. ومرحباً بكم مرة أخرى في منتداكم منتدى الصوفية.


إلى السيد المشرف المحترم ابن عباس القادرى السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد أشكركم على حسن استقبالكم لي في هذا المنتدى وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا في خدمة العلم والمعرفة

علي الصوفي


بسم الله الرحمان الرحيم


أرجو أن يتّسع صدر كاتب الموضوع لما سأقوله :
إذا لم تستطع شيئا--- فجاوزه إلى ما تستطيع
كلام سطحي وعقلاني ساذج وفيه من الخلط وسوء الفهم الكثير لا يليق بمستوى من كان دكتورا.


عبد الله الشارف


إلى السيد الباحث على الصوفي :


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،


ترددت قليلا في الرد على كلامك لأنه من قبيل ردود الفعل، ولكونه لا يرقى إلى مستوى الرد ولا يشتمل على أدنى عنصر من عناصره وتأس واقتد على الأقل بأسلوب السيد المشرف ابن عباس القادري الذي قال عن مقالى  ":مقالكم أعلاه رائع بيد أن الوقت لم يسمح بقراءته كله" ولعله بعد القراءة المتأنية يتحفني والقراء برد علمي هادف وهادئ.


أخى على الصوفي الباحث:


إذا كنت تدعى أن كلامي" سطحي وعقلاني ساذج وفيه من الخلط وسوء الفهم ..." فإن هذه الأوصاف تنطبق على كلام من أشرت إليهم واستشهدت بأقوالهم من العلماء والفقهاء وهم : شيخ الإسلام ابن تيمية وأبو إسحاق الشاطبي الأصولي الأندلسي الجهبيذ والعلامة الفقيه ابن عباد النفزي الفاسي محتسب الصوفية في زمانه، والإمام الشوكاني الفقيه الأصولي المشارك الضليع، هؤلاء الرجال العظام قد أفنوا أعمارهم في تحصيل العلم ونشره والرد على من خالفهم في الرأي بأسلوب علمي متين ومؤسس ، أما أنا وأنت فلا ترقى مساهماتنا العلمية إلى مستوى أدنى تلميذ من تلامذة أولئك العلماء الفطاحل بله أن تحوم حول كلام شيوخهم وتزعم نقده فهيهات هيهات !!
أنصحك أخى الباحث بالتأني وتجنب العجلة والانفعال، وعليك بتعلم أساليب وطرق الجدل والمناظرة والسلام.


ابن عباس القادري


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و آله و صحبه و سلم


توضيح هام :


بما أني الفقير، أشرت في مشاركتي أعلاه أني لم أقرأ الموضوع كاملاً ، وبعد تعليق الشيخ علي الصوفي حفظه الله’ والذي هو محل ثقة خاصة فيما يتعلق بمسائل التصوف ،و بعد أن أعدت النظر مرة أخرى في محتوى المقال، بعد أن كنت فقط قرأت التمهيد توصلت إلى أن كلام الأخ علي الصوفي صحيح وما رد به عليك ليس إلا ما كنت سأرد به لو قرأت المقال أو أمعنت فيه النظر .. فالمقال يحتوي على كثير من المغالطات واللمز الذي لا يتسع وقت الفقير حالياً للرد عليها .. غير أني آمل أن يجد الاخوة متسعاً من الوقت للقيام بهذه المهم. كما آمل أن تستفيد مما يكتبه الأخوة وتعطي نفسك فرصة لسماع النقد لعلك تكون مخطئاً.
كما أرجو من بقية الاخوة أن يكون ردهم داً هادئاً وعلمياً .. والله الهادي إلى سواء السبيل.


علي الصوفي


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه


العبد الفقير، وإن كان ردّي على الأخ الدكتور عبد الله الشارف فيه نوع من الحدّة فهي لا تعدو كونها غيرة على الطريق أن يكتب فيه من ليس من أهله، ثمّ يدّعي بعد ذلك أنّه حذقه وله فيه تجربة طويلة. والحقيقة أنّي وجدت الأمر على خلاف ذلك، فليس فقط بخصوص مقال الدكتور، وإنّما أيضا من خلال ما رأيته مسطورا من كلامه في موقعه الإلكتروني.


سأٌقوم إن شاء الله تعالى، بالردّ على ما كتبه الأخ الدكتور عبد الله الشارف، حتّى أبيّن له خطأه وتهافت ما كتبه، رغم أنّ الخلاصة من كلامه معروفة، وهو عين ما ذهب إليه ابن تيمية رحمه الله تعالى في جداله العقيم ضدّ العارفين من الصوفية من غير معرفة بمصطلحاتهم ولا ذوق، وهذا أمر أجمع عليه العارفون من أنّ ابن تيمية الحراني رحمه الله خاض في علوم القوم من غير سلوك ولا ذوق، بل ولا فهم. ومن نظر في كتب الإمام الشعراني رضي الله عنه، وكذلك كبار المحدّثين كالحافظ بن حجر الهيثمي رحمه الله، وكذلك الإمام شيخ الإسلام تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى، وكلام ابن عطاء الله السكندري علم أنّ ابن تيمية لا يستدلّ بكلامه في مجال التصوّف جملة وتفصيلا. أمّا بالنسبة للعقائد والفقه فله مع علماء الشريعة المقدّسة حملات وصولات انتهت بسجنه ومحاكمته، والعبد الفقير لا أرضى أن أدخل في تلك النزاعات التي تكلّم فيها من هو أعلم منّا بكثير.


وأقول للأخ الدكتور بأنّ مقاله هذا غير موفّق ولا يتوافق مع عنوان الموضوع والسلام.

علي الصوفي


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيّدنا محمّد وآله وصحبه


يقول الأخ الدكتور : "لا شك أن القارئ الكريم قد فهم من خلال هذه النصوص جانبا مهما من جوانب العلاقة التي تربط المريد بشيخه الطرقي، والتي تبدأ بأصناف التأدب والاحترام، وتنتهي بالغيبة والفناء في صورة شيخه التي لا تفارق خياله طرفة عين، ومن هنا لا يعجب المرء إذا سمع بمريد يستغيث بشيخه ويستنجده وهو غائب عنه أو قد ارتحل إلى الآخرة".
قلت :


النصوص التي نقلها الأخ واقتبسها من كتب العارفين إنّما كتبها كي يستدلّ بها على فساد منهج الصوفية من حيث علاقة المريد مع شيخه، ولم يأت بها مستشهدا ومقرّا بها بل أتى بها كي يردّ عليها، ولكنه جانب الصواب في قوله :"تبدأ بأصناف التأدب والاحترام وتنتهي بالغيبة والفناء في صورة شيخه التي لا تفارق خياله طرفة عين، ومن هنا لا يعجب المرء إذا سمع بمريد يستغيث بشيخه ويستنجده وهو غائب عنه أو قد ارتحل إلى الآخرة. "
فمن قال لك أنّ كلّ قارئ يفهم منها ما ألمحت إليه فلماذا لم تقل : هذا ما فهمته أنا من هذه النصوص، ولماذا نبت عن القارئ، ففهمت له وفكّرت له فسلبته عقلا منحه الله إيّاه، أم أنّك ظننت أنّ فهمك لتلك النصوص لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...


ثمّ هناك خلط فادح لا يخفى عليك متى شرحناه لك : وذلك أنّ العلاقة بين المريد وشيخه ليس ما ذكرته، بل العلاقة حقيقة، وهذا الأصل وهو الأساس الذي غاب عنك، هي علاقة في الله تعالى باعتبار أنّ الشيخ موصل إلى الله تعالى وشيخ تربية وترقية خبر مراتب السلوك من بدايتها وإلى نهايتها، فصاحبه في طريق سيره كي يوصله إلى مولاه سبحانه وتعالى. فهذه هي الغاية الذاتية المقصودة من صحبة الأشياخ، وهذه أصل العلاقة. وإنّما الذي تكلّمت فيه بما أوردته من استنباط هي وسائل تؤدّي إلى الغاية التي أشرنا إليها، فهي وسائل لغيرها وليست وسائل لذاتها إذ محال أن تتّخذ الوسائل غايات . وإنّك أهملت الجزء الأهمّ لفهم تلك العلاقة والتي سنكشف لك عن التدليس الواقع فيها، فإنّه خلط بين الحقّ والباطل، فعليك أن تسأل هذا السؤال : هذه علاقة المريد مع شيخه، فكيف هي علاقة الشيخ مع المريد ؟ فمتى فهمت هذا السؤال وحاولت أن تجيب عليه في قرارة نفسك ستعلم وقتها حقيقة علاقة المريد مع الشيخ .


ثمّ ذكرت في تفصيلك لطبيعة تلك العلاقة أنّها مبنية على الإحترام والتقدير، وهذا الأمر صحيح وهو المطلوب وليس هذه مختصّا بشيوخ الصوفية، بل هو أمر إنساني عام فيه عموم وخصوص، وهو من طبيعة البشر قبل أن يكون توفية للأمر الإلهي باحترام وتقدير العلماء والأولياء بل والوالدين وهكذا... فهذا الاحترام أمر شرعي دلّت عليه النصوص وقبلته الفطرة بلا نصّ، ثمّ جمعت الفطرة بينهما. فهذا أمر ظاهر نلحظه عند كلّ أحد، فما دخله كي تجعله سلّما إلى ما قلته في كلامك: "وتنتهي بالغيبة والفناء في صورة شيخه التي لا تفارق خياله طرفة عين". فما دخل الصورة هنا والغيبة فيها والفناء حتّى جعلتها من نتائج الإحترام والتقدير، فما دخل هذا في هذا، وإنّما لتصوّر وقع في الفكر حكمت أيّها الأخ بهذا فجانبت الصواب فليس بالضرورة أن يكون الإحترام والتقدير سلّما إلى الغيبة والفناء في صورة الشيخ حتّى بنيت عليه الإستغاثة ...الخ فهذا خلط ليس بتحقيق ولا حتّى استنباط يلحظ. والغالب أنّ التصوّر هو الذي أنتج هذا الحكم الخاطئ. ثمّ ما علاقة الإحترام والتقدير الذي أمره ظاهريا يشترك فيه جميع الناس، مع أمر آخر قرّره بعضهم من حيث حقيقة أخرى وفهم آخر وعلم آخر لا علاقة له بهذا، رغم أنّ هذا الأمر الثاني أمره سلوكي ولا يقع في دائرة الآداب الشرعية العامّة من احترام وتقدير، وسنأتي على هذا ونفصّله،  فليس بالضرورة كما قدّمت لك أن احترام التلميذ للشيخ سلّما عند الصوفية إلى الغيبة في صورة الشيخ ...الخ الكلام الذي لا يقوم على معنى له شواهده ولا فهم حقيقي يستفاد منه.
فهذا التنظير منك ما هو دليله؟ ومن قال به قبلك؟ وفي أيّ كتاب وجدته؟ وعلى أيّ أساس استنبطّه؟ وإنّما مجرّد التصوّر هو الذي دفع إلى هذا الحكم.


هذا ولا أنسى في هذه المقدّمة أن أبشّرك بأنّ العبد الفقير سيشرح لك تجربتك الصوفية التي زعمت، ويفصّلها لك ويبيّن لك ما أنت الآن أو كنت عليه من الفهم الخاطئ للتصوّف جملة وتفصيلا وسأطالبك في أسئلة أسوقها إن شاء الله إليك بالجواب عليها حتّى تتبيّن يقينا بأنّ فهمك للتصوّف خاطئ لا يقوم على أساس.
فهذه مقدّمة
يتبع...


علي الصوفي


بسم الله الرحمان الرحيم


مشاركتك التي كتبتها في الحقيقة لا ترتقي إلى مستوى الردّ عليها هذه الحقيقة التي لو بحثت عنها لوجدتها) , هذا ولتعلم أنّني ما رددت عليك حتّى قمت بزيارة موقعك وقرأت تجربتك الصوفية وأبحاثك في التصوّف بحسب زعمك(  والعبد الضعيف لا يضعها
في خانة التجربة الصوفية بقدر ما أضعها في خانة التجربة النفسية في البحث عن الروحانية )ولهذا علّقت بما علّقت به، وأدنى قول لي إليك : أنت يا أخي لا علم لك بالتصوّف، ولحدّ الآن لا أظنّك تفهمه، فمن قرأ تجربتك فيه جزم بذلك حتما، وأغلب كلامك فيه لا يدلّ من قريب أو بعيد على معرفتك به، بل أنت واهم جدّا فيما تقول، وليس لك أدلّة عليه شأنك شأن الوهابية الذين تتلمذوا على تلك الكتب المعروفة التي هي أدنى مستوى من أن يردّ عليها بخصوص التصوّف، ككتب ابن تيمية ومباحثه في التصوّف فهي والله أدنى من أن يردّ عليها، وكذلك فيما ذكره الشوكاني وغيره ممّا خالفوا فيه جمهور العلماء وأعاود الكلام إليك :


إذا ما لم تستطع شيئا فدعه  وجاوزه إلى ما تستطيع.

عبد الله الشارف


بسم الله الرحمن الرحيم


أخي الباحث علي الصوفي:


قولك : أنت يا أخي لا علم لك بالتصوف، قول يقوله كل الصوفية عندما يردون على مخالفيهم ، إذ كل من يعترض على التصوف وينتقده مهما بلغ علمه كابن تيمية، يعتبر عند الصوفية جاهلا بالتصوف ، وكذلك الذين تركوا التصوف من العلماء أمثال تقي الدين الهلالي وغيره كل هؤلاء لم يشموا رائحة التصوف، ولو أنهم ظلوا متصوفة لكانوا علماء بالتصوف. إن أبا حامد الغزالي رحمه الله الذي كتب كتابه الفذ في نقد الفلسفة: "تهافت الفلاسفة"  ، اعتبره الفيلسوف ابن رشد الأندلسي جاهلا بالفلسفة، ورد عليه في كتابه "تهافت التهافت"  . والخلاصة أنك إذا كنت صوفيا أو مدافعا عن التصوف، فأنت على علم بالتصوف، أما إذا لم تكن صوفيا أو كنت من خصومه ومنتقديه، فأنت جاهل بموضوعه.... هذا النوع من الاستنتاج لا ولن يرقي بطبيعة الحال إلى مستوى الردود العلمية.


وإذا ما لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع.


لسم الله الرحمن الرحيم


أخي الباحث علي الصوفي: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد، أقول وأكرر: "لا شك أن القارئ الكريم قد فهم من خلال هذه النصوص جانبا مهما من جوانب العلاقة التي تربط المريد بشيخه الطرقي، والتي تبدأ بأصناف التأدب والاحترام وتنتهي بالغيبة والفناء في صورة شيخه التي لا تفارق خياله طرفة عين، ومن هنا لا يعجب المرء إذا سمع بمريد يستغيث بشيخه ويستنجده وهو غائب عنه أو قد ارتحل إلى الآخرة ".
نعم إن المريد عندما يتفانى في حبه لشيخه ويحتفظ بصورته في ذهنه ليل نهار ، يقظان أو نائما، ويبالغ في الإعجاب به، قد يفنى عن وجوده وينصهر معنويا في ذات شيخه. وبالمناسبة أسوق قصة واقعية متعلقة بالموضوع : في نهاية التسعينيات من القرن الماضي الميلادي، حضرت مناقشة رسالة جامعية لأحد الأساتذة الزملاء في كلية الآداب بتطوان / المغرب، وكان موضوعها حول الجوانب النفسية والروحية في فكر أبي حامد الغزالي، وبينما الأستاذ بصدد تقديم رسالته والحديث عن موضوعها، إذ صرح بأنه لم يكن يستطيع إنجاز عمله العلمي لولا إلهامات شيخه، ومن بين ما قاله في هذه المناسبة :"وينبغي على المريد أن يستحضر شيخه في صلاته"!!! .
هذا الكلام الذي استغرب منه أعضاء اللجنة وجمهور الحاضرين، سمعته بأذني، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم لا تطمس بصيرتنا، ولن أسمي الأستاذ المذكور، وهو معروف في الأوساط الصوفية الطرقية بالمغرب، وله كتابات في التصوف...


علي الصوفي


بسم الله الرحمن الرحيم


قال الأخ الدكتور عبد الله الشارف :  "ومما له علاقة بأسلوب التلقي المشار إليه، ما يتلقاه المريد عن شيخه من الأوراد التي بواسطتها يتقوى قلبه وتصبو نفسه نحو الترقي في الأحوال والمقامات، بيد أن هذا الترقي كثيرا ما يؤدي بصاحبه إلى الوقوع في الجذب أو الفناء، مما قد يدفع به إلى العزلة التامة عن المجتمع، وهذا ما لا يحصل للمسلم الذي يذكر الله كما أمر، وكما بين نبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه، في سنته المطهر".


قلت :


ما نقلت الكلام الذي سبق هذا الكلام لأنّه لا معنى له وليس عليه دليل فهو إنشاء، أمّا هذا القول ففيه خلط سأبيّنه :
الخلط الأوّل : أنّه جعل الشيخ المربّي الذي يسمّيه أخونا عبد الله الشارف الشيخ الطرقي، هو المقصود لدى المريد من حيث إرادة وجه الشيخ والفناء في صورته، وعليه تنبني الغيبة فيه وإشغال الفكر وجولان العقل في صورته، حتّى يحدث الفناء فيه بدليل ما ذكره في علاقة المريد مع شيخه المربّي, فذكر الأوراد من حيث هذا الوجه وهذا المنطلق، وذلك أنّ الأوراد بزعمه التي يلقّنها الشيخ ويعطيها للمريد ويعاهده على عدم تركها، هي في المقام الأوّل تدلّ على ذلك الشيخ الذي لقّنها ولا تدلّ بحسب ما زعمه على الله تعالى، ودليل هذا ما ذكره فيما شرحته بالأمس من كلامه ,ثمّ تناقض في كلامه فأوضح فقال بأنّ الأوراد يتقوّى بها المريد نحو الترقي في المقامات والأحوال ,ولا أدري ما مقصوده بكلمة الأحوال والمقامات، أهي مقامات وأحوال الفناء في صورة الشيخ كما زعم في المقدّمة، وذلك يؤدّي كما زعم إلى الشرك بالله في كون تلك الأحوال والمقامات والتي هي القصد نحو الفناء في صورة الشيخ وفي شخصه وذاتيته ممّا يستوجب تأليهه فتكون الإستغاثة به ودعائه من دون الله تعالى.
فعلى هذا بنى الأخ الدكتور عبد الله الشارف حكمه لوجود هذا التصوّر في فكره , ثمّ زاد توضيحا فقال :  بيد أن هذا الترقي كثيرا ما يؤدّي بصاحبه إلى الوقوع في الجذب والفناء،  فهو يذكر في البداية أنّ هذا التقوّي بالأوراد يصبو به قلب الإنسان  إلى الترقي في الأحوال والمقامات، فبدأ هنا بذكر العلل النفسية وأنّ الفقراء والمريدين قصدهم من تلك الأذكار والأوراد تقوية قلوبهم نحو نوال الأحوال والمقامات، رغم أنّي ما سمعت بأحد من العلماء والأولياء المعتبرين يقول بمثل هذا القول، بل قالوا بأنّ نتيجة الذكر بالأوراد ينتج ثمرة الأحوال والمقامات السلوكية، وهو المعبّر عنه عند القوم من أهل الله تعالى بالتخلية والتحلية، فهي نتيجة ضرورية وليست نتيجة مقصودة بداية, ولكن لا أظنّ بأنّ ما يفهمه الأخ عبد الله الشارف من تعريف الأحوال والمقامات هو نفس فهم العلماء والأولياء له، وهذه التعريفات قال بها حتّى ابن تيمية رحمه الله نفسه فضلا عن تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى وخاصّة في كتابه مدارج السالكين،  فقد أوضح هذه التعريفات في مدارج السالكين بما قال به الصوفية رضي الله عنه., ثمّ الزعم منه أنّ هذا الترقّي كثيرا ما يؤدّي بصاحبه إلى الوقوع في الجذب والفناء، فلا أدري ما قصده وتعريفه للجذب والفناء، أهو الفناء في صورة الشيخ وشخصه أم هو الفناء في محبّة الله تعالى؟ ,وكذلك في الأحوال والمقامات؟


الخلط الثاني:


أنّه جعل تلك الأوراد التي يأخذها المريد عن شيخه المربي، خارجة عن منهاج السنّة المطهّرة وأنّها من هوى النفس، رغم أنّ هذا القول ما قال به أحد قبله فحتّى الذي قال بذلك ردّت عليه أقواله بنصوص ثابتة الدلالة، ولو رجع إلى مراجعة كتب أهل الشريعة فضلا عن أهل الحقيقة، لوجد أورادا وأحزابا ألّفها العلماء كالمحدّثين والفقهاء كما في حزب النووي رحمه الله تعالى، وغيره كثير، وهذا غير خاف على أحد .وهذه المباحث مجالها الحكم الشرعي من إباحة أوكراهة أو تحريم أوخلاف الأولى، فلا تدخل فيها مجالات العقيدة بحال , ومباحثها مفصّلة في كتب المحدّثين والعلماء. ومن أراد الإسترشاد رجع إلى تقاريرهم وفتاويهم والإستدلال عليها من السنّة ومن أفعال السلف. وهذا لا ينكره أحد بل حتّى ابن تيمية فعله , فهي تدخل كلّها في جوانب الدعاء, والخلط هنا وقع في نسبة بدعية الأوراد، ثمّ جعلها تقوية لقلب المريد لنوال الأحوال والمقامات. لذا طالبته بشرح معنى الحال ومعنى المقام من كلام ابن تيمية وابن القيّم خاصّة, وكيف تنتج أذكارا بدعية أحوالا ومقامات وجذب وفناء ,ثمّ هل أذكار السنّة المطهّرة والتي هي العمدة عند أهل التصوّف رضي الله عنهم تقوّي القلوب أم لا ؟ وهل ينال بالمداومة عليها الأحوال والمقامات والجذب والفناء أم لا ؟
والنتيجة المستخلصة :


أن الأخ عبد الله الشارف : لا يفهم ولا يعرف التفريق بين صفات الشيوخ، فجعل شيخ العلم هونفسه شيخ التربية. وقد استدلّ في هذا المضمار بما لا يستدلّ به فقد أخلّ بقواعد الاستدلال في هذا التصوّر , رغم أنّ الأمّة جمعاء أقرّت منذ عصر رسول الله عليه الصلاة والسلام، الفرق بين شيخ التعليم وبين الشيخ المربي. وقد يكون شيخ التعليم هو نفسه الشيخ المربي، وقد لا يكون. وكذلك قد يكون شيخ التربية ليس هو شيخ التعليم, وإنّما الخلط في عدم فهم التصوّف وصفات المشائخ والعلوم الإسلامية من حيث أركان الدين ومدارسها في مجملها، فتصوّر تلك التصوّرات فقعّد لها ما كتبه وهذا يرجع بحسب رأيي لسبب ما أخبر الأخ عبد الله عنه في تجربته الصوفية التي أوضحها في مقال آخر والتي أودت به إلى تلك النتيجة من حيث أنّه أراد سلوك الطريق لنوال ما كان يصدّقه من كلام الأولياء، ولكن من غير شيخ تربية ولا دليل ولا إرشاد، فظنّ أنّ التصوّف يباع ويشترى في الأسواق، وهو تجارب ميدانية كالتجارب العلمية والحسابية وأنّ كلّهم قادرون على ذلك , والعيب الذي أراه عند إخواننا الوهابية أنّهم ظنّوا الدين الإسلامي علم كأي علم فيه حسابات وتصوّرات ورأي ونتائج منطقية، كما في كتاب الشيخ النجدي، كشف الشبهات، فكان يقول فيه : إذا قال لك المشرك كذا , فقل له : كذا , وإذا قال لك المشرك كذا فقل له، كذا كفي مادّة الرياضيات واحد مع واحد يساوي اثنين بلا روح ولا فهم ولا قلب ولا علم ولا كتاب منير.  أعاذنا الله منهم ومن شرّهم بحرمة الحبيب وآله.


قال الأخ الدكتور عبد الله الشارف : وهذا ما لا يحصل للمسلم الذي يذكر الله كما أمر، وكما بين نبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه، في سنته المطهرة.
قلت : يوضّح هنا الأخ عبد الله أنّ من ذكر الله تعالى بما أمر به فلا يحصل له ترقّي في الأحوال والمقامات ولا جذب ولا فناء , وبحسب رأيي دليله في ذلك أنّه وممّن كان في نفس مستواه، الوهابية، ذكروا بما ورد في القرآن والسنّة بحسب زعمهم، ولكنّهم ما حصل لهم جذب ولا فناء ولا ترقّي في الحال والمقام. فهذا أكبر دليل أنّ ما يقوله الصوفية أو ما يجدونه هو من هوى النفس ومن الشركيات والبدعيات، ومن جرّاء عبادة الشيوخ وتأليههم رغم أنّ شيخه ابن تيمية ومن جرى في فلكه لا يقول بما توصّل إليه الأخ عبد الله الشارف، بل من قرأ في جزء التصوّف في الفتاوى الكبرى لابن تيمية وفي كتب ابن القيّم لا سيّما كتابه مدارج السالكين، سيخالف ما ذهب إليه الأخ عبد الله لذا نصحته العبد الضعيف بقولي:  إذا لم تستطع شيئا --- فجاوزه إلى ما تستطيع, وهذه العبارة النصحية يتداولها العلماء والأولياء من قديم الزمان، فحتّى ابن القيّم ذكرها في كتابه مدارج السالكين . فقوله : أنّ من ذكر بما ورد في النصوص الشرعية لا يحصل له هذا مردود عليه، ولا يمكنه أن يستدلّ عليه بل لقد قال بالحال والمقام والجذب والفناء ابن تيمية ومدرسته رغم أنّ ابن تيمية لا يجوز قطعا أن يستدل بكلامه في مجال التصوّف لخلطه الكبير، وهذا ليس قولي لوحدي، بل قال به كبار العلماء في مختلف العصور . أقول : فهم الأخ عبد الله للتصوّف فهم قاصر لا يرتقي إلى مستوى الردّ عليه، لأنّه ذهب مذهبا بعيدا ما قال به أحد، وسنأتي عليه وإنّما تصدّرت للردّ عليه رغم أنّ هذه أيّام نهاية رمضان والأجر فيها مضاعف، إلاّ أنّ خوفي على العوام، ومن ليس له خلفية علمية دينية صلبة أن يغترّ بذاك الكلام.


وإلى حدّ الآن ما كتبت حقيقة الردّ عليه حتّى أبيّن له قبل غيره أنّه فعلا جاهل بالتصوّف وأنّ تجربته الصوفية غير صحيحة وباطلة، وما نتج عنها من تصوّرات أيضا باطل لا يعتدّ به , وأريد من الأخ عبد الله يقول لنا أين درس علوم الدين الأكاديمية، وما هي اجازاته فيها ومن مشايخه، فإنّ صفة الدكتورية عليه قد تكون في غير مجال الدين، ونحن لا ننكرها أونسلبها منه ولكن قد يكون رغم تلك الصفة عاميّا في علوم الديانة، بما فيها التصوّف.
أرجو من الأخ عبد الله أن لا ينفعل ويتركني أكمل ردّي عليه ثمّ يعترض متى شاء وأرجو أن يتّسع صدره.
يتبع ...


عبد الله الشارف


بسم الله الرحمن الرحيم


أخي الباحث أبو علي الصوفي:


الجواب على ما سميته: "الخلط الأول":


نعم كون الشيخ المربي يرادف الشيخ الطرقي، هذا مما لا غبار عليه. لأن الصوفية مرت في تاريخها بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: كانت أقرب إلى حقيقة الإسلام ومعانيه من زهد وإخلاص وصدق...وكان شيوخ التربية آنذاك يجتهدون في التحلي بروح السنة النبوية، ولذا لم يكونوا هدفا من أهداف الفقهاء والعلماء، بل كانوا محل تقدير وثناء واحترام.
المرحلة الثانية: هي المرحلة التي امتزج فيها التصوف واختلط بالفلسفة: الحكيم الترمذي، الحلاج، ابن عربي، ابن سبعين، السهروردي، حيث ظهرت مفاهيم صوفية فلسفية مثل الحلول كقول الحلاج:


أنا من أهوى ومن أهوى      نحن روحان حللنا بدنا !!


أو وحدة الوجود كقول ابن عربي:


يعبدني وأعبده     ويحمدني وأحمده !!


ومعظم الشيوخ المربين في هذه المرحلة كانوا متأثرين بهذه المفاهيم ذات أصول فلسفية يونانية أو هندية أو فارسية.
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة الطرقية، والتي نعيش الآن أسوأ زمانها الظلامي: حيث تقديس الشيوخ أحياء أو أمواتا، وممارسة السلوكات الشاذة باسم العبادة والتقرب والترقي: رقص وشطح وخرافات ومنامات ورؤى وهلوسات وهلم جرا، فالشيخ المربي في هذه المرحلة هو الشيخ الطرقي. ولا أعرف الآن شيخا صوفيا مربيا غير طرقي.


أما قولك : "ثمّ تناقض في كلامه فأوضح فقال بأنّ الأوراد يتقوّى بها المريد نحوالترقي في المقامات والأحوال ,ولا أدري ما مقصوده بكلمة الأحوال والمقامات أهي مقامات وأحوال الفناء في صورة الشيخ كما زعم في المقدّمة، وذلك يؤدّي كما زعم إلى الشرك بالله في كون تلك الأحوال والمقامات والتي هي القصد نحو الفناء في صورة الشيخ وفي شخصه وذاتيته ممّا يستوجب تأليهه، فتكون الإستغاثة به ودعائه من دون الله تعالى، فعلى هذا بنى الأخ الدكتور عبد الله الشارف حكمه لوجود هذا التصوّر في فكره , ثمّ زاد توضيحا فقال : بيد أن هذا الترقي كثيرا ما يؤدّي بصاحبه إلى الوقوع في الجذب والفناء، فهو يذكر في البداية أنّ هذا التقوّي بالأوراد يصبو قلب الإنسان فيه إلى الترقي في الأحوال والمقامات، فبدأ هنا بذكر العلل النفسية وأنّ الفقراء والمريدين قصدهم من تلك الأذكار والأوراد تقوية قلوبهم نحو نوال الأحوال والمقامات , رغم أنّي ما سمعت بأحد من العلماء والأولياء المعتبرين يقول بمثل هذا القول، بل قالوا بأنّ نتيجة الذكر بالأوراد ينتج ثمرة الأحوال والمقامات السلوكية وهو المعبّر عنه عند القوم من أهل الله تعالى – بالتخلية والتحلية – فهي نتيجة ضرورية وليست نتيجة مقصودة بداية , ولكن لا أظنّ بأنّ ما يفهمه الأخ عبد الله الشارف من تعريف الأحوال والمقامات هونفس فهم العلماء والأولياء له وهذه التعريفات قال بها حتّى ابن تيمية رحمه الله نفسه فضلا عن تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى وخاصّة في كتابه – مدارج السالكين – فقد أوضح هذه التعريفات في مدارج السالكين بما قال به الصوفية رضي الله عنهم , ثمّ الزعم منه أنّ هذا الترقّي كثيرا ما يؤدّي بصاحبه إلى الوقوع في الجذب والفناء فلا أدري ما قصده وتعريفه للجذب والفناء أهوالفناء في صورة الشيخ وشخصه أم هوالفناء في محبّة الله تعالى ,وكذلك في الأحوال والمقامات "
فلا تناقض هناك: ذلك أن المريد في البداية عندما يرتبط بشيخه المربي الطرقي، ويشرع في ممارسة أوراده، فإنه بذالك يتقوى نحو الترقي في المقامات والأحوال، لكنه لغلبة شخصية الشيخ من جهة، وغلبة الوساوس والخواطر النفسية من جهة ثانية، تطغى صورة الشيخ ويتركز حضورها في باطنه، فتنتكس بتلك الوساوس معاني الأحوال والمقامات في وعيه، ثم تصبح تلك الأحوال والمقامات غايات في ذاتها بعد أن كانت في البداية وسائل. ولذا تجد في كتب الصوفية نصائح موجهة إلى المريدين من بينها عدم الوقوف مع الأحوال والمقامات.


أما الأحوال والمقامات التي كان عليها الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والتي تحدث عنها ابن تيمية وتلميذه العالم النحرير ابن القيم رحمهما الله، فكانت أحوالا ومقامات صحيحة وسنية لأنها ترتوي من النبع النبوي الصافي.
لكن عندما ظهر الشيوخ المربون المتفلسفة أو الطرقيون، لم يبق من المقامات والأحوال إلا الإسم !!


الجواب على ما سميته: الخلط الثاني:


قولك : "إنّه جعل تلك الأوراد التي يأخذها المريد عن شيخه المربي خارجة عن منهاج السنّة المطهّرة وأنّها من هوى النفس، رغم أنّ هذا القول ما قال به أحد قبله فحتّى الذي قال بذلك ردّت عليه أقواله بنصوص ثابتة الدلالة، ولو رجع إلى مراجعة كتب أهل الشريعة فضلا عن أهل الحقيقة لوجد أورادا وأحزابا ألّفها العلماء كالمحدّثين والفقهاء كما في حزب النووي رحمه الله تعالى وغيره كثير وهذا غير خافي على أحد وهذه المباحث مجالها الحكم الشرعي من إباحة أوكراهة أو تحريم أوخلاف الأولى فلا تدخل فيها مجالات العقيدة بحال , ومباحثها مفصّلة في كتب المحدّثين والعلماء. ومن أراد الإسترشاد رجع إلى تقاريرهم وفتاويهم والإستدلال عليها من السنّة ومن أفعال السلف .وهذا لا ينكره أحد بل حتّى ابن تيمية فعله , فهي تدخل كلّها في جوانب الدعاء , والخلط هنا وقع في نسبة بدعية الأوراد ثمّ جعلها تقوية لقلب المريد لنوال الأحوال والمقامات لذا طالبته بشرح معنى الحال ومعنى المقام من كلام ابن تيمية وابن القيّم خاصّة , وكيف تنتج أذكارا بدعية أحوالا ومقامات وجذب وفناء ,ثمّ هل أذكار السنّة المطهّرة والتي هي العمدة عند أهل التصوّف رضي الله عنهم تقوّي القلوب أم لا ؟ وهل ينال بالمداومة عليها الأحوال والمقامات والجذب والفناء أم لا ؟ "


أقول: إن تلك الأوراد التي يضعها الشيوخ الطرقيون لمريديهم، أذكار بدعية مثل: ذكر الله باسمه المفرد: الله، الله، الله...وهذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله الصحابة والتابعون، أو ذكر الله بصيغة: هو، هو، هو.... كذلك ما يفعله أولئك الشيوخ بمريديهم حيث يملؤون جل أوقاتهم بالأوراد والأذكار والأدعية البدعية، فنجد المريد مثلا يكرر صيغة من صيغ الذكر، مآت أو آلاف المرات فيشغل بعدها وحسابها !! ومن هنا فإن الأذكار والأدعية البدعية شكلا ومضمونا هي المعتمدة عند أهل التصوف الطرقيين...
الجواب على "النتيجة المستخلصة":


أقول باختصار: إن العبد المؤمن الذي يذكر الله كما أمر ملتزما بصيغ وألفاظ الذكر الثابتة في السنة الصحيحة، يحصل له من الأحوال والمقامات ما شاء الله سبحانه، ولكن إذا ما حصل له جذب أو فناء فإنهما لا يخرجانه عن الجادة، ولا يوقعانه في الشطح أو الرقص، كما لايقذفان به في الأوهام والخيالات الفاسدة، ولا يفنى بهما في نفس شخص آخر كما يحصل للمبتدعة.


وإذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه الى ما تستطيع.




























إرسال تعليق

0 تعليقات