موازيــن.. المُستغربيــن

موازيـن..المستغربيـن


 

ياربـاط الفتـح و" الموحدين "، ورباط العز والمجـد والتمكين، ألم يأتك نبأُ " موازين : المستغربين " ؟ ونبأ بني علمان، والحداثيين والمفسدين ؛ تلامذة الغرب والمستشرقين، ومن حذا حذوهم من الفرنكفونيين المقلدين ؟


ياربـاط الفتح، يالؤلؤة الأطلسي : لقد تمادى القوم في غيّهـم، وانهمكوا في غوايتهم، وتاهوا في ضلالتهم، وتردّوا في جهالتهم، وأصروا على باطلهم، وأمعنوا في إساءتهم، وتعمّهوا في سكرتهم.


ياربـاط الفتح، ياجوهرة الغرب : إن القوم استباحوا فنائك، وانتهكوا حريمك، وجاسوا ديارك، إنهم يستهدفون نخوتك، وعزتك، وشهامتك ؛ شهامة الموحدين والمرينيين والسعديين والعلوييـن.


إنهم يستقدمون الراقصات كي يعرضن أجسادهن على أولادك وفلذات كبدك، ويُسمعن باسم " موازين "، غناء تعجز الشياطين عن إبداعه والإتيان بمثله.


إنهم يريدون أسر قلوب أبنائك وشبابك، والزج بهم في أودية الغواية والضلالة، إنهم يريدون " أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا " ( النور : 19 )


لك الله يارباط الفتح، ورباط حسان، ورباط الأفـذاذ والآحاد، الغُرّ الميامين.


يارباط الفتح : لقد انقلبت الموازين في زمن " موازين "  ، وجهل أصحاب " موازين "  أن الله يقول : " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة " ( الأنبياء : 47 ) ، هنالك حَصحص الحق، وتلاشى الباطل؛ " والوزن يومئذ الحق " ( الأعراف : 8 )، وتبين للقوم أنهم كانوا يلعبون، ومع الشياطين كانوا يُزّمرون ؛ " لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد " ( ق : 22 ).


يارباط الفتح : إن هؤلاء يجسدون الجبهة الرابعة في الجبهات الأربع التي أنزلت الهزيمة بثقافتنا وأصالتنا، وأسست ظاهرة الاستغراب. وأولـى تلك الجبهات؛ تتمثل في المنصرين الذين عملوا على غزونا بواسطة المدارس والمؤسسات التعليمية والخيرية، وشتى الإعانات. ثم جبهة المستشرقين؛ طلائع الاستعمار، وذلك بما يبثونه في كتبهم من سموم تستهدف الأمة الإسلامية وتراثها، بالاضافة إلى خدماتهم الجليلة للمستعمر. وثالثـا؛ جبهة المستعمرين المكشوفة خلال الاستعمار، والمتسترة أو غير المباشرة بعد مجيء الاستقلال.


والجبهة الرابعـة؛ هي الجبهة الداخلية، جبهة منا وإلينا، إنها جبهة المستغربين التي عملت من حيث تدري أو لاتدري، على تسهيل مهمة الغزو الاستعماري والغزو الفكري. بل منها من شارك المستعمر القديم، ويشارك الغزاة المعاصرين، في صرفنا عن أصولنا وجذورنا وهويتنا، وفي غسل أدمغتنا من كل ماله علاقة بماضينا وتوجيه قبلتنا نحو الغـرب.


د. عبد الله الشـارف، كلية أصول الدين، تطوان المغرب. شعبان 1436 / يونيو 2015

إرسال تعليق

3 تعليقات

  1. بالتأكيد أستاذي الكريم،إنهم يريدون قتل النخوة والشهامة في أبناء المسلمين،وقع الحياء بين الإخوة والأخوات بما يسمى موازين.
    تلميذك المتابع عن بعد.

    ردحذف
  2. عبد الله عشوبة15 مايو 2017 في 8:27 ص

    جزاك الله خيرا استاذي الفاضل وجعلها في ميزان حسناتكم

    ردحذف
  3. لبنى التويجري22 مايو 2017 في 3:54 م

    سلمت اناملك أستاذي الفاضل.كلام في الصميم.

    ردحذف