الكلمة الطيبة




ياعبد الله:


في البدء كانت الكلمة "كن"، فكانت الأكوان وما شاء الله أن يكون؛ "إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون".


استمع إلى صدى "الكلمة" في الأرض والسماء، بل في نفسك وبين جناحيك "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".


تدبر"كن" وسريانها في الكون، ولا تحجب عن المكون، وعلق الفعل بالفاعل والكلمة بصاحبها.


قل كلمتك ولتكن طيبة؛ "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة"، واستمد قوتك من روح الكلمة الأولى، واستعن بالقرآن حيث جلال الكلمة والمتكلم، ونور المعنى في جمال المبنى.


وإذا لم تنهل من مشكاة كلامه فقد حيل بينك وبينه، وعلا الوقر أذنيك، وانتفى صدى الكلمة في جوانب نفسك؛ "لهم آذان لا يسمعون بها".


قل كلمتك وكن صادقا تجد أثرها في نفسك وفيمن حولك. ومن صدقت لهجته ظهرت حجته، وأفضل القول ما اقترن بالفعل.


قل كلمتك وكن مريدا فالكلمة من الكلمة، والإرادة من الإرادة، ولا حول ولا قوة لك إلا به سبحانه ما أعظمه.




د. عبد الله الشارف، خواطر إيمانية ، تطوان المغرب، يونيو 2001.


إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. عبد اللصمد الدكالي25 يناير 2013 في 3:29 م

    كن أصل الوجود، صداها كل ما وجد بين الحدود، لوعرفنا معنى كن لم نكن لنكون بهذا الجمود ، فكن مفتاح سعادة القلب إن عرفها ودواء العقل إن عقلها ورواح الروح إن وعت كينونتها ، فكن كانت و لازالت مادام كل كائن وسنبقى وتكون لأن قائلها هو الكائن بعد أن تفنى الكوائن

    ردحذف
  2. Thanks alot - your answer solved all my prboelms after several days struggling

    ردحذف