خوفان لا يجتمعان



 

يا عبد الله:

خوفك منه يقهر خوفك مما سواه، ووجودك تحت سلطانه يجعل وجود ما سواه تحت سلطانك. والخوفان لا يجتمعان. والأول جوهري أصلي لتعلقه بالافتقار عين العبودية، والثاني عرضي طارئ. ويورث الأول الأمن والطمأنينة والنور، ويورث الثاني القلق والاضطراب والظلمة، (فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين )، ولو كنت مستحضرا ما كتب في اللوح المحفوظ ما خفت سواه فما أجهلك بربك.


خوفك منه حبلك إليه


ياعبد الله:


إذا تمكن الخوف من قلبك ملكت التمييز، وتحركت الجوارح بالأمر، وسكنت بالنهي، وانمحى الاعتراض لضعف قوة النفس، وتلاشى الفرح إلا برحمة الله، والحزن إلا للتقصير في العبادة، ووقعت الإجابة بالطلب أو دونه لحصول الانسجام بين ذاتك والكون ولصدق اضطرارك؛ (أمن يجيب المضطر إذا دعاه). والاضطرار إليه عين الخوف منه وحبلك الموصل إليه.


د. عبد الله الشارف؛ “خواطر إيمانية”، باريس 1981.

إرسال تعليق

0 تعليقات