بين مرض القلب ومرض البدن



 

لا يشعر بألم الذنب غافل، كما لا يحس بجراحة الطبيب مُبَنَّج. ومرض القلب أخطر من مرض البدن، لأن أمراض القلب (الحسد، الطمع، البخل، الكبر، الرياء، العُجب الظلم، الغفلة،...) لا تؤثر في البدن؛ أي لا تؤلمه. وبما أن مرضى هذه الأمراض قلما يشعرون بها أو بألمها، فهم لا يسعون لعلاجها والتخلص منها. بينما تؤلم أمراض البدن أصحابها، فيستعملون الدواء دفعا للألم وطلبا للشفاء.

 

وغالبا ما يعلم الظالمون، أو المفسدون، أو المتكبرون مثلا، أنهم يمارسون الظلم والفساد والكبر، وإن أنكروا ذلك وادعوا كذبا أنهم مصلحون، لكنهم لا يحسون بظلمهم وفسادهم وتكبرهم، لأن ممارستهم لتلك الأفعال والسلوكات الفاسدة، لا تحدث أي ألم في قلوبهم، إذ لو تألمت قلوبهم لانزجروا. قال تعالى: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون" (البقرة 11)، والحال أو المثل نفسه ينطبق على الحسود والغافل والمرائي.. إلخ.

 


ومما يدعو للعجب أن أمراض القلوب المشار إليها، قد يستعذبها كثير من حَمَلَتها، ويتلذذون بممارستها وفعلها، و لا يسعهم إلا ذلك نظرا لانتكاس فطرتهم وخسة معدنهم. فكيف يعالجون ويتخلصون مما به "يتمتعون" ؟

إرسال تعليق

0 تعليقات